اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
فتاوى في التوحيد
33295 مشاهدة
معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- وإياكم ومحدثات الأمور

س19: ما معنى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإياكم ومحدثات الأمور ؟
الجواب: يريد بالمحدثات: البدع التي تضاف إلى الشريعة وليست منها، وذلك أن الله -تعالى- قد أكمل الدين ببعثة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال الله -تعالى- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي فبكماله لا يحتاج إلى إضافة أو زيادة، ولذلك في تمام هذا الحديث قال: فإن كل بدعة ضلالة فكل محدثة في هذا الدين فهي بدعة لا أصل لها، ولا يجوز التعبد بها، إلا إذا كان لها أصل من الشرع، فإنها لا تكون بدعة في الدين، ولو صدق فيها على تلك الصفة أنها بدعة في اللغة، كقول عمر -رضي الله عنه- في جمعهم على التراويح: نعمت البدعة هذه. أي: في اللغة. وإلا فقد ثبت أصلها بفعلها في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- مرارا، وإنما منع من الاستمرار مخافة أن تفرض عليهم.
ومثل أذان الجمعة الأول، فإن الأذان للصلاة مشروع أصلا عند الوقت لكل صلاة، فهذا الأذان داخل في قوله -تعالى- وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ولا يدخل في ذلك جمع القرآن في المصحف، فإن كتابته معهودة زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما تكامل الوحي لم يكن بد من جمعه ليتحقق قوله -تعالى- فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ .
فأما البدع الأخرى فكلها حرام، سواء كانت في الاعتقاد: كبدعة الخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة والرافضة ونحوهم، أو في الأعمال والأقوال: كبدعة المولد، وإحياء ليلة الإسراء، وليلة النصف من شعبان، وصلاة الرغائب، ونحو ذلك.
وقد تكلم العلماء على أحكامها كـكتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث، وكتاب البدع والنهي عنها، وأوسع ما كتب في ذلك كتاب الاعتصام للشاطبي فعلى المسلم أن يتمسك بالسنة ولو أنكر عليه الجماهير، وأن يهجر البدع ولو كثر أهلها. والله أعلم.